عادت خدمة « واتس اب » مرة أخرى إلى العمل، بعد أن تعطلت مساء أول من أمس لساعات بسبب عطل فني، في حادثة وقعت بعد ثلاثة أيام فقط من استحواذ «فيسبوك» عليها. وقالت مجموعة « واتس اب » في تغريدة نشرتها على حسابها في موقع «تويتر»: «خدمات واتساب عادت. عذراً على فترة توقفها».
وأعقبت هذه التغريدة أخرى نشرتها المجموعة قبل ساعات من ذلك، وأعلنت فيها أن خللاً طرأ على عمل الخادم، من دون أن توضح طبيعة هذا الخلل.
وقالت تحميل واتس اب في تغريدتها الأولى: «للأسف نواجه حالياً مشكلات في الخادم، نأمل بأن يعود كل شيء إلى طبيعته سريعاً».
وخلال فترة العطل تعذر على مستخدمي « تحميل واتس اب » إرسال رسائل عبر هذه الخدمة أو استقبالها.
ولم توضح «واتساب» متى تحديداً طرأ العطل ولا حددت سببه، كما أنها لم تعلن عدد الدول التي تعطلت فيها خدمتها.
وبحسب موقع «تيكرانش دوت كوم» المتخصص، فإن العطل ناجم على الأرجح عن عدم استعداد خوادم «واتساب» لاستيعاب تدفق كبير من المستخدمين.
العزيمة أمام الصعوبات
يمتنع بعض الأشخاص عن المضي قدماً عند أول مشكلة تواجههم أو أمام أي رفض يصادفونه، مع أن التاريخ يشهد لفاعلية العزيمة أمام الصعوبات. وربما كانت صفقة شراء «فيسبوك» لـ«واتساب»، التي أعلنت الخميس الماضي، خير مثال على ذلك. ويتمثل الدرس في كيفية تحوّل الهزيمة إلى نجاح محتّم. فبعد أربعة أعوام من رفض شركة «فيسبوك» توظيف براين أكتون أحد مؤسسي «واتساب»، عادت الشركة لمفاوضته، واشترت تطبيقه بمبلغ 19 بليون دولار. ويتذكر المتابعون كيف أدهش الطالب في جامعة هارفرد مارك زوكربيرغ (مؤسس فيسبوك) ذو الـ 22 عاماً، المحللين وقراء السوق التقنية لشركة «ياهو»، برفضه بيع «فيسبوك» في عامه الثاني بمبلغ بليوني دولار. وكان التساؤل الغالب على المحللين آنذاك: هل هو محق بهذا الرفض؟ ها هي الإجابة عن السؤال واضحة وجاءت في العيد العاشر للشركة، إذ وصلت قيمتها في سوق الأسهم إلى 33 بليون دولار.
وبموجب صفقة شراء شركة «واتساب»، سينضم الفريق العامل فيها إلى «فيسبوك»، إلا أن زوكربيرغ، بوصفه الرئيس التنفيذي للشركة المشترية، أوضح أن فريق «واتساب» سيعمل بشكل مستقل داخل شركته، موضحاً أن شركته اشترت تطبيق المحادثة الشهير، لأنه «يضم 450 مليون مستخدم ديناميكي، والعدد مرشح للزيادة». وأضاف أن هدف الشركتين وصل العالم بعضه ببعض، وأن الاستحواذ على «واتساب» سيساعد شركته «لتستمر في تقديم خدمات التواصل للمستخدمين حول العالم، وتبادل أي نوع من المحتوى مع أي مجموعة من الأشخاص يختارونها».
وأضاف زوكربيرغ في تعليق عبر حسابه الشخصي في «فيسبوك»: «خريطة واتساب لن تتغير، لكننا سنعمل على مدى الأعوام القليلة المقبلة على مساعدته للنمو وربط العالم كله، وتطوير خدماته المختلفة». وتابع: «أعرف جان كوم مؤسس واتساب (الرئيس التنفيذي للشركة) منذ فترة، وأنا سعيد بانضمامه إلينا، وأعتقد أن بانضمامه وفريقه إلينا سنجعل العالم أكثر انفتاحاً وتواصلاً».
من جانبه، وصف كوم الصفقة بـ «الشراكة مع فيسبوك»، مؤكداً أن تلك الشراكة ستسمح له ولفريق عمله بالاستمرار في مهمتهم الأساسية، وهي توفير «منتج رائع يستخدمه العالم بأكمله».
وشدد كوم على أن شركته ستظل مستقلة على رغم الانتقال للعمل داخل «فيسبوك»، مضيفاً، عبر تحميل واتس اب أن تلك الشراكة لن تغيّر شيئاً بالنسبة إلى المستخدمين الحاليين، أو بالنسبة إلى سياسة فرض رسوم رمزية نظير الاستمتاع بالخدمة، أو سياسة عدم تقديم إعلانات بالخدمة. يذكر أن نحو 450 مليون مستخدم نشط يستعملون تطبيق تحميل واتس اب شهرياً من جميع أنحاء العالم.
وتجتذب «فيسبوك» حالياً أكثر من بليون و23 مليون مستخدم، ما يعادل نصف مستخدمي الإنترنت، ويستخدم 750 مليوناً منهم الموقع يومياً. لكن زوكربيرغ قرر استخدام الطريقة القديمة في التعامل مع مثل هذه الحالات، بشرائه المنافسين المحتملين، قبل أن يصبحوا خطراً حقيقياً.
وقبل طرح «فيسبوك» في سوق الأسهم عام 2012، فاجأت الشركة العالم بشرائها شركة لا يتجاوز عدد موظفيها 13 شخصاً بمبلغ بليون دولار. فلماذا دفعت هذا المبلغ لشركة بهذا الحجم؟ كان جواب زوكربيرغ واضحاً: «آنستغرام يشكل تهديداً محتملاً لفيسبوك، إذ يعتمد المستخدمون موقع فيسبوك لتبادل الصور، وهي وظيفة آنستغرام ذاتها، فلا بد من شرائه». وتواجه جميع الشبكات الاجتماعية وشركات الإنترنت بشكل عام، مشكلة إقناع المعلنين بالتوجه إلى الهواتف الذكية. وتسعى «فيسبوك» كما «تويتر» إلى إقناع المعلنين بتخصيص جزء من موازنات الإعلانات لتطبيقات الهواتف الذكية، من أجل الحفاظ على المستخدمين في أنحاء العالم وإيجاد طرق جديدة لجذبهم. وفي هذا السياق تندرج صفقة شراء «واتساب».
وستدفع «فيسبوك» في إطار هذه الصفقة 4 بلايين دولار، وتشتري أسهماً بقيمة 12 بليوناً، ثمناً للتطبيق الشهير المتزايد النمو، وذلك وفق تقرير قدمته الشركة للجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية.
وتعتزم الشركة دفع 3 بلايين دولار إضافية كأسهم مقيدة لملاك «واتساب» وفريق عمل الخدمة، وهي أسهم لا تنتقل ملكيتها إلا بإتمام تلك الشروط المقيّدة لها.
وفي الوقت الذي يواجه «فيسبوك» بشكل مستمر دعاوى في المحاكم حول العالم تتعلق بانتهاك خصوصية المستخدمين، فإن مختصين أجانب نصحوا أيضاً بهجر تحميل واتس اب بعد أن استحوذت عليه «فيسبوك» سيئة الذكر في ما يتعلق بخصوصية المستخدمين.
معتبرين أن اجتهاد «فيسبوك» في امتلاك «واتساب» يرجع إلى أنها مهتمة بكل ما يكشف عن خصوصيات الآخرين، كونها «حليفة الاستخبارات»، بحسب «بي بي سي» البريطانية. واقترحت ألمانيا إنشاء شبكة إنترنت أوروبية تحمي الخصوصية، بعيداً عن أميركا، وتحذر في الوقت ذاته من «فيسبوك» و«غوغل»، بينما نشرت صحيفة «ذي هاكر نيوز» تقريراً لا يخلو من الظرافة، أوردت فيه أن موازنة وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) للعام 2014، إذ بلغت 17 بليون دولار لأجل أن تكتشف الفضاء، لكن «فيسبوك» اشترت «واتساب» بـ19 بليوناً حتى يتاح لها الاطلاع على أسرار البشر.
راجية الرحمة
المساهمات : 54 تاريخ التسجيل : 04/03/2014 الموقع : http://www.makkiyoon.com
موضوع: رد: اسباب توقف الواتس اب وحل المشكلة الأربعاء يوليو 02, 2014 9:47 pm